فصل الشتاء: بدايته، سماته، واختلافاته بين نصفي الكرة الأرضية

متى يبدأ فصل الشتاء وينتهي؟

التقويم الفلكي لفصل الشتاء

يُحتسب فصل الشتاء فلكياً بناءً على موقع الأرض أثناء دورانها حول الشمس. في نصف الكرة الشمالي، يبدأ الشتاء من 21 ديسمبر ويمتد حتى 20 مارس. يُحدد هذا التقويم بناءً على الظواهر الفلكية مثل الاعتدالات والانقلابات، التي تشير إلى تغيّر زاوية أشعة الشمس الساقطة على الأرض. أما في نصف الكرة الجنوبي، فيبدأ فصل الشتاء في 21 أو 22 يونيو وينتهي في 22 أو 23 سبتمبر.

التقويم المناخي لفصل الشتاء

من منظور الأرصاد الجوية، يُقسم العام إلى أربعة فصول متساوية بناءً على متوسط درجات الحرارة. وفقاً لهذا التقسيم:

• في نصف الكرة الشمالي: يبدأ الشتاء في 1 ديسمبر وينتهي في 28 فبراير.
• في نصف الكرة الجنوبي: يبدأ الشتاء في 1 يونيو وينتهي في 31 أغسطس.

الطقس ودرجات الحرارة في فصل الشتاء

برودة الشتاء وتأثير الموقع الجغرافي

فصل الشتاء يُعد أكثر الفصول برودة في السنة، حيث يتميز بانخفاض درجات الحرارة وطقسه الجليدي. ويعتمد مستوى البرودة على موقع المنطقة بالنسبة لخط الاستواء:

• المناطق القريبة من خط الاستواء: تحصل على مزيد من أشعة الشمس على مدار العام، ما يجعل الشتاء أقل برودة.
• المناطق البعيدة عن خط الاستواء: تكون أكثر برودة بسبب زاوية ميل أشعة الشمس وتأثيرها الضعيف.

وفقاً لبرنامج مقياس الإشعاع السماوي (ARM)، يحدد موقع الأرض خلال الشتاء كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى السطح، مما يفسر الاختلاف الكبير بين درجات الحرارة في المناطق الاستوائية والمناطق القطبية.

فصل الشتاء في نصفي الكرة الأرضية

شتاء نصف الكرة الشمالي

• يشتهر نصف الكرة الشمالي بشتاء أكثر قسوة وبرودة مقارنةً بنصف الكرة الجنوبي.
• تتواجد أغلب الدول الأكثر برودةً في العالم في هذا النصف، مثل:
  • روسيا وكازاخستان.
  • جرينلاند وكندا.
  • الولايات المتحدة وآيسلندا.
  • فنلندا وإستونيا ومنغوليا.

شتاء نصف الكرة الجنوبي

• على الرغم من أن القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) تقع في نصف الكرة الجنوبي وتُعد أبرد مكان على الأرض، إلا أن شتاء معظم دول هذا النصف أقل قسوة.
• السبب وراء ذلك يعود إلى التوزيع الجغرافي للكتل الأرضية، حيث أن معظم اليابسة في نصف الكرة الجنوبي تقع بالقرب من خط الاستواء، مما يحد من تأثير البرودة.

أسباب الاختلاف في برودة الشتاء بين نصفي الكرة الأرضية

تتأثر البرودة في الشتاء بعدة عوامل، من أبرزها:

1. مساحة الكتل اليابسة
   • في نصف الكرة الشمالي: تمتد الكتل اليابسة بشكل كبير في خطوط العرض العليا، مما يجعل المناخ أكثر برودة.
   • في نصف الكرة الجنوبي: تتركز الكتل اليابسة بالقرب من خط الاستواء، مما يقلل من تأثير الشتاء القارس.
2. المسافة بين اليابسة والمنطقة القطبية
   • في نصف الكرة الشمالي: قُرب اليابسة من الدائرة القطبية الشمالية يجعل الشتاء أشد برودة.
   • في نصف الكرة الجنوبي: لا توجد دول أو كتل يابسة أسفل الدائرة القطبية الجنوبية، مما يجعل تأثير البرودة أقل حدة.
3. تأثير المحيطات
   • تغطي المحيطات معظم نصف الكرة الجنوبي، وتعمل كمنظم حراري يقلل من تقلبات درجات الحرارة، ما يؤدي إلى شتاء معتدل نسبياً.
   • في نصف الكرة الشمالي، الكتل الأرضية الكبيرة تُضعف التأثير الموازن للمحيطات، مما يزيد من قسوة الشتاء.

الختام

فصل الشتاء ليس مجرد فترة من البرودة، بل يعكس تنوعاً كبيراً في الظروف المناخية بين مناطق العالم. من خلال فهم تأثير الموقع الجغرافي، توزيع الكتل الأرضية، وعوامل المناخ الأخرى، يمكن تفسير الفروقات الكبيرة بين شتاء نصفي الكرة الأرضية. سواء كنت تعيش في شمال الكرة الأرضية أو جنوبها، فإن فصل الشتاء يظل فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة الباردة وتقدير تنوع الفصول.