72
اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي فعاليات دورته الرابعة، مساء الخميس، وسط أجواء ساحرة ومميزة، حيث انعقدت للمرة الأولى في مقرّه الجديد بمنطقة جدة التاريخية (البلد) تحت شعار “بيت جديد للسينما”. هذا الشعار الذي يعكس روح الانفتاح الثقافي والفني الذي يسعى المهرجان لترسيخه، استقطب محترفي صناعة السينما وصنّاع الأفلام وعشاقها من مختلف أرجاء العالم، ليكون بمثابة منصّة تحتضن الإبداع وتتيح تبادل الأفكار والتجارب.
شهد المهرجان توافد عدد كبير من النجوم العرب والعالميين، ما أضفى بريقاً خاصاً على حفل الختام. كان في مقدمتهم النجمة الهندية بريانكا شوبرا التي خطفت الأضواء بحضورها مع زوجها المغني العالمي نك جوناس. عبّرت بريانكا عن سعادتها بالمشاركة قائلة: “هذه زيارتي الثانية إلى جدة، وأنا مغرمة بالمدينة، بأجوائها وناسها وطعامها الشهي. أشعر وكأنني في وطني هنا”. وبدوره، حضر النجم المصري أمير كرارة الذي أوضح سبب غيابه عن فعاليات المهرجان قائلاً: “انشغالي بالتصوير حال دون مشاركتي منذ البداية، لكني سعيد بوجودي هنا اليوم”. كما أشار إلى قراره بالغياب عن موسم دراما رمضان المقبل، مؤكداً أنه بحاجة للراحة بعد مسيرة حافلة استمرت 14 عاماً دون انقطاع. النجم التونسي ظافر العابدين بدوره لفت الأنظار بتجربته الجديدة كمخرج. حيث كشف عن فيلمه “صوفيا” الذي يعد أولى تجاربه في الإخراج، وقال: “الإخراج كان حلمي منذ سنوات طويلة، وقد أتاح لي فرصة التعبير عن رؤيتي الفنية بشكل كامل”. وأضاف أنه عاش تفاصيل هذا المشروع بكل شغف، بدءاً من كتابة السيناريو وحتى تصوير المشاهد، معرباً عن أمله في أن يلقى الفيلم استحسان الجمهور والنقاد عند عرضه. ومن أبرز الحضور كذلك، النجوم العرب ماجد المصري، ظافر العابدين، درة، أمير كرارة، والممثلة التركية توبا بويوكستون. إلى جانبهم، تألقت الفنانة اللبنانية ماغي بو غصن والممثل المصري أحمد داش، ليكون الحفل بمثابة لوحة متكاملة من النجوم الذين اجتمعوا للاحتفاء بالفن السابع. أما عن جديد الأعمال الفنية، فقد أثار العديد من النجوم حماس الجماهير بالكشف عن مشاريعهم المقبلة. إذ صرحت النجمة المصرية أسماء جلال عن استعدادها لبدء تصوير فيلم جديد يحمل طابعاً مختلفاً، فيما أشار النجم أمير المصري إلى تحضيره لعمل درامي يعكس قضايا اجتماعية معاصرة، متمنياً أن يكون خطوة إيجابية في مسيرته الفنية. على مدار أيام المهرجان، عُرضت مجموعة متنوعة من الأفلام التي عكست تنوع الثقافات وثراء الإبداع السينمائي. وشملت العروض أفلاماً عالمية حازت على جوائز كبرى، وأخرى تُعرض لأول مرة، ما جعل من المهرجان منصة استثنائية لعشاق السينما. كما شملت الفعاليات ورش عمل وجلسات نقاشية مع مخرجين ومنتجين بارزين، وهو ما أتاح فرصة ثمينة لتبادل الخبرات بين صنّاع السينما والجمهور. لم يقتصر المهرجان على العروض السينمائية فقط، بل كان أيضاً مناسبة لتكريم الرواد والاحتفاء بالمبدعين الذين تركوا بصمتهم في عالم السينما. وكان هذا العام مليئاً بالمفاجآت واللحظات المؤثرة، خاصة عندما تم تكريم مجموعة من المخرجين والممثلين الذين أثروا السينما العربية والعالمية بأعمالهم. إضافة إلى ذلك، كانت منطقة جدة التاريخية (البلد) محط أنظار العالم خلال أيام المهرجان. فقد نجحت في أن تكون منصة مبهرة استعرضت جمالياتها التاريخية والثقافية، مما أضفى لمسة فريدة على الحدث. وكانت الأجواء في شوارع جدة تضج بالحيوية، حيث انتشرت فعاليات فنية وموسيقية على هامش المهرجان، مما جعل التجربة السينمائية أشبه برحلة ثقافية شاملة. اختتام مهرجان البحر الأحمر السينمائي لهذا العام لم يكن مجرد نهاية لحدث فني، بل كان تتويجاً لجهود مكثفة استمرت على مدار شهور لتنظيم فعالية تسلط الضوء على السينما كجسر يربط بين الثقافات. وبينما أسدل الستار على هذه الدورة، يبقى الأمل معقوداً على أن تكون الدورة المقبلة أكثر تميزاً وإبهاراً، حيث يواصل المهرجان رحلته كمنارة للفن والإبداع.