92
تخطط وكالة ناسا لابتكار منازل فضائية تُبنى باستخدام روبوتات عملاقة تعمل بالطباعة ثلاثية الأبعاد. يأتي هذا المشروع الطموح، المعروف باسم “أوليمبوس”، ضمن جهود الوكالة لإنشاء مستوطنات بشرية على القمر أولاً، ثم على كوكب المريخ في مراحل لاحقة.
المصادر
شاهد.. حي سكني بيوته مطبوعة بالكامل
إنشاء تجمع سكني بطابعة ثلاثية الأبعاد.. آمال بنقل التقنية إلى القمر
بناء من الموارد المحلية
واحدة من أبرز مميزات المشروع هي استخدام الموارد المحلية لبناء المنازل. ووفقًا لصحيفة ذا صن البريطانية، سيتم الاستعانة بالصخور الموجودة على سطح القمر بدلاً من شحن مواد البناء الثقيلة من الأرض. هذه الفكرة المبتكرة طُورت من قبل شركة الطباعة ثلاثية الأبعاد “أيكون” الواقعة في تكساس. وقد نالت اهتمام ناسا التي قامت بتمويل المشروع بمبلغ أولي يصل إلى 60 مليون دولار. ولن تقتصر مهمة “أيكون” على بناء المنازل فقط، بل ستشمل تصميمات لمنصات الهبوط، الطرق، والمباني المضغوطة الأخرى.نموذج للبقاء الطويل الأمد
أوضح جيسون بالارد، رئيس المشروع، أن هذا النموذج مصمم ليكون قويًا ومرنًا، مع قدرة كبيرة على استغلال الموارد المحلية المتوفرة على القمر والكواكب الأخرى. وأكد أن هذه الخطوة تمثل أول بناء للبشرية على سطح عالم آخر، مما يشكل إنجازًا تاريخيًا يُمهّد الطريق لإنشاء “اقتصاد قمري مستدام” على المدى الطويل. بمجرد النجاح في هذا المشروع، ستتوسع الجهود نحو كوكب المريخ، ليصبح الاستيطان البشري في الفضاء حقيقة ملموسة.
محطات على سطح القمر (ناسا)
مراحل “أرتميس” وصولاً إلى “أوليمبوس”
تمثل رحلة “أرتميس” جزءًا أساسيًا من هذا المشروع الطموح. بدأت المرحلة الأولى في عام 2022 مع اختبار صاروخ غير مأهول بنجاح. ومن المقرر أن تكون المرحلة الثانية، “أرتميس 2″، رحلة تجريبية مأهولة إلى الفضاء، لكنها تأجلت من سبتمبر 2025 إلى أبريل 2026. أما المرحلة النهائية، “أرتميس 3″، فستكون الهبوط المأهول على سطح القمر، وهي الخطوة الأولى لتنفيذ مشروع “أوليمبوس”. كان من المخطط أن تتم هذه المهمة في 2026، لكنها تأجلت إلى منتصف 2027.التحديات التقنية
أوضحت ناسا أن التأخيرات في الجدول الزمني تعود إلى العمل المستمر على تطوير الدرع الحراري لكبسولة “أوريون”، التي ستنقل رواد الفضاء كجزء من مهام “أرتميس”. هذا الدرع الحراري يُعد عنصرًا أساسيًا لضمان سلامة الطاقم خلال رحلاتهم عبر الفضاء.نحو مستقبل فضائي مستدام
إن مشروع “أوليمبوس” يمثل خطوة حاسمة نحو تحويل الخيال العلمي إلى واقع. بناء المنازل الفضائية باستخدام تقنيات مبتكرة وموارد محلية يفتح الباب أمام استكشاف مستدام للفضاء، مع توفير بنية تحتية تسمح للبشر بالعيش والعمل خارج كوكب الأرض.
محطات على سطح القمر (ناسا)