محتويات المقال
اللايف ستايل أو إذا اردنا ترجمة هذا المصطلح إلى العربية فيمكننا أن نقول نمط الحياة أو نمط العيش والبعض يقول أن الترجمة هي أسلوب العيش
إلا أنني أفضل كلمة نمط على أسلوب لأنها بالعربية تعني التكرار بشكل متناسق ودوري. ومن معانيها أيضًا: الطريقة والمذهب، فيُقال: كلهم على نمط واحد ، أي: طريقة واحدة. هذا ما يجعلني أفضل استخدام مصطلح نمط الحياة كترجمة بليغة لـ «Life-style» عوضًا عن الترجمة الحرفية الشائعة، أسلوب الحياة.
مفهوم “اللايف ستايل” (نمط الحياة):
إذا أردنا أن نأخذ الأمر بشكل مبسط (وسطحي بعض الشيء) فإن المصطلح يعبر بكل بساطة عن طريقة العيش الخاصة بفرد أو مجموعة. ولكن إذا أردنا التعمق أكثر فإن نمط الحياة هو النمط المتكرر للتفكير و الشعور والتصرف الذي يميز كل فرد أو مجموعة بنظرتهم للحياة وموقفهم منها وهذا يشمل العادات و المعتقدات والافتراضات والقيم والسلوكيات هذا النمط يتضمن كذلك الجوانب الاجتماعية، النفسية، الصحية، والاقتصادية للحياة.
كيف نشأ و تطور مصطلح اللايف ستايل
في بحثنا عن مصطلح اللايف ستايل و أصوله نجد أن عالم النفس النمساوي ألفريد أدلر 1870-1937) مؤسس مدرسة علم النفس الفردي مصطلح “نمط الحياة” لأول مرة في أوائل القرن العشرين. أراد أدلر من خلال هذا المصطلح توضيح أن لكل فرد أسلوبًا فريدًا في الحياة يتشكل بناءً على تجاربه، قيمه، وتفاعلاته مع البيئة المحيطة به بالإضافة إلى أن علم النفس الأدليري يرتكز على مفهوم التليولوجيا (Teleology) أو الغائية، وتعني شرح الظواهر بناءً على الغرض والغاية الذي تخدمه بدلاً من السبب الذي نشأت منه. لذا، يقول آدلر بأن أنماط حياتنا تتشكل وفقًا لأهدافنا وقراراتنا. منذ ذلك الحين، أصبح المصطلح محور اهتمام العديد من علماء الاجتماع والنفس، الذين درسوا تأثير العوامل الثقافية، الاجتماعية، والاقتصادية في تشكيل أنماط حياة الأفراد والمجتمعات.
العوامل المؤثرة في تشكيل نمط الحياة:
يتأثر نمط حياة الفرد بعدد من العوامل معظمها (على الأقل خلال السنين الأولى في حياة الفرد) خارجية، من أبرزها:
- الثقافة والمجتمع: تلعب الثقافة السائدة في المجتمع والأعراف المتداولة دورًا كبيرًا في تحديد القيم، المعتقدات، والسلوكيات المقبولة وغير المقبولة ، مما يؤثر بدوره على نمط حياة الأفراد.
- الأسرة والتربية: تؤثر الأسرة في تشكيل العادات والتقاليد سواء سلبا أو إيجابا، وتلعب دورًا محوريًا في بناء القيم والمبادئ التي يتبناها الفرد, أضف إلى ذلك كيفية تفكير الفرد و نظرته للحياة.
- المستوى الاقتصادي والاجتماعي: قد يكون الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفرد أهم العوامل التي تحدد الفرص والخيارات المتاحة له، مما ينعكس على نمط حياته وأسلوب تفكيره وكيفية نظرته للحياة سواء على النواحي البسيطة كالطعام و الشراب و الأصدقاء إلى الأشياء الأكثر تعقيدا كالأهداف والعمل و القرارات.
- التعليم والمعرفة: يساهم المستوى التعليمي في توسيع آفاق الفرد وزيادة وعيه بالخيارات المتاحة، مما يمكنه من تبني أنماط حياة تتناسب مع تطلعاته.
- البيئة المحيطة: تؤثر البيئة الجغرافية والمكانية في الأنشطة والعادات التي يمارسها الفرد، سواء كان ذلك في المناطق الحضرية أو الريفية.
أهمية نمط الحياة في حياة الفرد:
يُعد نمط الحياة مؤشرًا على هوية الفرد وفي بعض الأحيان قد يحدد انتماءه لمجموعة ما (مثلا أصحاب نمط الحياة النباتيين يعتبرون أنفسهم مجموعة ما لها ما يميزها) وطريقة تعامله مع العالم من حوله. يمكن لنمط الحياة أن يكون إيجابيًا، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية، أو سلبيًا، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية واجتماعية. على سبيل المثال، اتباع نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. و الأمر يتجاوز الصحة الجسدية إلى النفسية فاتباع نمط حياة مليئة بالضغوط ستؤدي لتدهو الصحة النفسية
كيفية تغييرنمط الحياة:
إذاراقبت نمط حياتك وأنماط من هم حولك، ستجدها في الغالب أنها تشكلت نتاج أفكار وقرارات تراكمية، تعمل معًا لتلبية أهداف وغايات قد تكون بعضها آنية أو قصيرة المدى. ومن ثم أصبحت عادات تلقائية نمارسها بلا وعي عن التبعات. الأمر يشبه نوعا ما من البرمجة التي تكونت نتيجة العديد من العوامل التي أثرت علينا من صغرنا, ولتغيير هذه البرمجة علينا أن نقوم ببناء عادات جديدة بالاتجاه الذي نريد التغير له, وهناك العديد من الكتب التي تتناول هذه المواضيع, يحضرني منها كتاب ” العادات الذرية ” لجيمس كلير
مثال عن بعض الأمور البسيطة التي يمكنك القيام بها لتحسن نمط حياتك
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يساهم النشاط البدني في تعزيز الصحة البدنية والنفسية.
- اتباع نظام غذائي متوازن: يُعد تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية ضروريًا للحفاظ على الصحة.
- إدارة التوتر والضغوط النفسية: تساعد تقنيات الاسترخاء والتأمل في تقليل مستويات التوتر.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُعتبر النوم الجيد أساسيًا للصحة العامة.
- الابتعاد عن العادات الضارة: مثل التدخين وتناول الكحول بكميات كبيرة.
الخلاصة:
“اللايف ستايل” أو “نمط الحياة” هو مفهوم شامل يعكس الطريقة التي يعيش بها الأفراد حياتهم اليومية. يتأثر هذا النمط بعوامل متعددة، منها الثقافية، الاجتماعية، والاقتصادية. يمكن لنمط الحياة أن يكون له تأثير كبير على صحة الفرد ورفاهيته، لذا فإن تبني عادات إيجابية يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.