محتويات المقال
في السنوات الأخيرة، أصبحت المخللات من الأطعمة التي تلفت الأنظار، خاصة مع تزايد الأبحاث التي تشير إلى فوائدها الصحية، خصوصًا لصحة الأمعاء. لكن، هل كل المخللات تقدم نفس الفوائد؟ الإجابة قد تفاجئك! الأمر يعتمد بشكل كبير على كيفية إعدادها.
ليست كل المخللات متشابهة!
بحسب الدكتورة ماريلي أوبيزو، خبيرة التغذية من جامعة ستانفورد، “المخللات لذيذة وصحية، لكن ليست كلها مخمرة”. إذا كنت تبحث عن مخللات مفيدة حقًا لصحة الأمعاء، عليك أن تكون انتقائيًا. المخللات المخمرة، التي تُعدّ عن طريق النقع في الملح، مليئة بالبروبيوتيك (تلك البكتيريا المفيدة لأمعائك)، بينما المخللات المعتمدة على الخل تفتقد هذه الفوائد تمامًا.
كيف تفرق بين النوعين؟
المخللات تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
- مخللات غير مخمرة: هذه تُصنع باستخدام الخل، مما يقتل كل البكتيريا – المفيدة والضارة – لكنه يجعلها تدوم طويلاً على رفوف المتاجر.
- مخللات مخمرة: تُصنع باستخدام محلول ملحي يسمح بنمو البكتيريا الطبيعية المفيدة للأمعاء. لكن عليك أن تتأكد من أنها غير مبسترة، لأن عملية البسترة تقضي على البكتيريا النشطة.
إذن، كيف تختار المخللات الصحيحة؟ ابحث عنها في أقسام المبردات بالمتاجر، حيث تُحفظ المخللات المخمرة الحقيقية. ولا تنس قراءة الملصقات بعناية – ابتعد عن أي مخلل يحتوي على خل أو مكونات صناعية، وبدلاً من ذلك ابحث عن كلمات مثل “مخمر”، “غير مبستر”، أو “يحتوي على بروبيوتيك”.
لماذا المخللات المخمرة أفضل؟
الدكتور ويل بولسيويتش، أخصائي الجهاز الهضمي، يؤكد أن المخللات المخمرة تقدم فوائد حقيقية لا يمكن تجاهلها. “المخللات المصنوعة بالخل قد تكون لذيذة، لكنها تفتقر إلى البكتيريا النافعة. أما المخللات المخمرة فهي مليئة بالبروبيوتيك وتدعم صحة الأمعاء بشكل رائع”.
وبدلًا من الاعتماد على الخل، يتم نقع الخيار في محلول ملحي مع التوابل، مما يسمح للبكتيريا الطبيعية على الخيار بالتكاثر. هذه العملية تنتج بروبيوتيك طبيعيًا يدعم الهضم ويعزز المناعة، بالإضافة إلى الوقاية من أمراض مثل السكري والسمنة ومشكلات الجهاز الهضمي.
الفوائد المذهلة للمخللات المخمرة
- تعزيز صحة الأمعاء: البروبيوتيك الموجود في المخللات المخمرة يدعم تريليونات البكتيريا النافعة التي تعيش في أمعائك، مما يحسن الهضم ويقوي جهاز المناعة.
- غنية بالعناصر الغذائية: تحتوي هذه المخللات على فيتامينات مثل “ك” و”أ”، إلى جانب معادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم، التي تعزز صحة الجسم.
- مضادة للالتهابات: مضادات الأكسدة الموجودة فيها تحارب الالتهابات وتحمي الخلايا من التلف.
لكن انتبه… الملح موجود بكثرة!
رغم كل فوائدها، المخللات ليست مثالية. المشكلة الأكبر؟ محتواها العالي من الملح, حيث يمكن أن يؤديي تناول المخللات للحصول على ضعف الكمية المطلوبة من الملح للجسم بشكل يوم. الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم. لذا، حاول تناولها باعتدال، خصوصًا إذا كنت تمارس الرياضة أو تفقد الكثير من العرق – حينها قد تكون مفيدة لتعويض الأملاح.
ماذا عن عصير المخللات؟
قد لا يبدو عصير المخللات مغريًا للبعض، لكنه يحتوي على فوائد خفية. إذا كان خاليًا من المواد الحافظة والأصباغ، وبكميات معتدلة، يمكن أن يساعد على الترطيب واستعادة توازن السوائل في الجسم بعد التمارين. أما إذا كان العصير من المخللات المخمرة، فهو غني بالبروبيوتيك الذي يدعم صحة الأمعاء ويحسن الهضم.
“سواء كنت تحبه أم لا، فقد يكون عصير المخلل مفيدا لصحتك”، كما تقول اختصاصية التغذية كاميل سكودا، موضحة أن ” فوائد عصير المخلل تعتمد على خلوه من الأصباغ والمواد الحافظة، وأن يكون بكميات صغيرة، تفاديا لمضار الإفراط في الصوديوم”.
الخلاصة
المخللات يمكن أن تكون إضافة رائعة لنظامك الغذائي، بشرط أن تعرف كيف تختارها. ابحث عن المخللات المخمرة الطبيعية غير المبسترة، واستمتع بها باعتدال. صحتك تستحق هذا الاهتمام!